تُعد تربية دواجن التسمين من المشروعات الحيوية في قطاع الإنتاج الحيواني، لما لها من دور كبير في سد جزء مهم من احتياجات السوق من البروتين الحيواني. ولضمان نجاح هذا النوع من التربية وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية منها، يجب التركيز على أحد أهم الجوانب الأساسية في دورة الإنتاج، وهو التغذية.
تلعب التغذية دوراً محورياً في دعم النمو السريع والصحي للدواجن، ويُعتبر جدول استهلاك العلف أداة ضرورية لتنظيم كميات العلف التي تُقدم للطائر في كل مرحلة من مراحل النمو. فالمعرفة الدقيقة باحتياجات الطيور من العلف تساهم في تحسين كفاءة التحويل الغذائي، وتقلل من الفاقد، وتساعد في الوصول إلى الوزن التسويقي خلال فترة زمنية مثالية.
من خلال هذا المقال، سنعرض جدول استهلاك العلف للدواجن التسمين بشكل دقيق، موزعاً حسب المراحل العمرية المختلفة، مع توضيح أهم الملاحظات التي يجب الانتباه لها أثناء تطبيق الجدول للحصول على أفضل النتائج من حيث النمو والإنتاج.
جدول استهلاك العلف للدواجن التسمين (البروايلر)
يمثل جدول استهلاك العلف للدواجن التسمين التالي متوسط استهلاك العلف لدواجن التسمين منذ اليوم الأول وحتى اليوم الخامس والأربعين، وهو يُعد مرجعاً عملياً للمربين يساعدهم في تحديد الكميات المناسبة لتغذية الطيور في كل مرحلة عمرية. تجدر الإشارة إلى أن الكميات الموضحة قد تختلف قليلاً حسب نوع السلالة، وجودة العلف، والظروف البيئية المحيطة.
الفترة العمرية (باليوم) | متوسط الوزن (جم/طائر) | كمية العلف اليومية (جم/طائر) | كمية العلف الإجمالية حتى هذا العمر بالجرام/طائر |
---|---|---|---|
من 1 إلى 7 أيام | 40 – 50 جم | 10 جم | 70 جم |
من 8 إلى 14 يومًا | 90 – 100 جم | 25 جم | 245 جم |
من 15 إلى 21 يومًا | 180 – 200 جم | 50 جم | 595 جم |
من 22 إلى 28 يومًا | 300 – 400 جم | 75 جم | 1120 جم |
من 29 إلى 35 يومًا | 600 – 700 جم | 100 جم | 1820 جم |
من 36 إلى 42 يومًا | 900 – 1000 جم | 125 جم | 2695 جم |
من 43 إلى 45 يومًا | 1200 – 1500 جم | 150 جم | 3145 جم |
يُعتبر جدول استهلاك العلف للدواجن التسمين أداة مهمة لكل مربي يسعى لتحقيق أفضل نتائج في تغذية الدواجن وزيادة الإنتاجية. من خلال الالتزام بالكميات المحددة في جدول استهلاك العلف للدواجن التسمين، يمكن تقليل الهدر وتحسين كفاءة استهلاك الغذاء، مما ينعكس إيجابياً على صحة الطيور وجودة اللحوم المنتجة.
ملاحظات تفصيلية حول استهلاك العلف حسب المراحل العمرية لدواجن التسمين
- العمر من 1 إلى 7 أيام
تحتاج الكتاكيت في هذا العمر إلى حوالي 10 جرامات يومياً من العلف. من الضروري أن يكون العلف ناعم القوام وسهل الهضم، مع التركيز على محتوى بروتيني مرتفع. يجب ألا تقل نسبة البروتين في العلف عن 24% لدعم النمو المبكر وتعزيز المناعة وتكوين بنية صحية قوية. - العمر من 8 إلى 14 يوماً
تزداد كمية العلف اليومية لتصل إلى 25 جراماً لكل طائر. في هذه المرحلة، يجب أن يحتوي العلف على مزيج متوازن من البروتينات، والفيتامينات، والمعادن لضمان نمو سليم وتقوية البنية الجسدية للكتاكيت. - العمر من 15 إلى 21 يوماً
تصل كمية العلف اليومية إلى حوالي 50 جراماً. تُعد هذه المرحلة من أسرع مراحل النمو، ويُستحسن التركيز على جودة العلف لضمان تحويل غذائي ممتاز. - العمر من 22 إلى 28 يوماً
يستهلك الطائر ما يقارب 75 جراماً يومياً. ويُفضل أن يكون العلف في هذه المرحلة غنيًا بالطاقة والمغذيات لدعم زيادة الوزن السريعة. - العمر من 29 إلى 35 يوماً
تستهلك الكتاكيت الكبيرة حوالي 100 جرام يومياً. يجب الحفاظ على توازن العناصر الغذائية في العلف لضمان استمرارية النمو دون مشاكل صحية. - العمر من 36 إلى 42 يوماً
ترتفع الكمية اليومية إلى 125 جراماً. هذه المرحلة حاسمة في الوصول إلى الوزن التجاري، لذا يُنصح بمراقبة الاستهلاك بدقة والتأكد من جودة العلف. - العمر من 43 إلى 45 يوماً
في المرحلة النهائية، تستهلك الطيور ما يقارب 150 جراماً يومياً. تكون الطيور على مشارف الوصول للوزن النهائي المناسب للبيع أو الذبح، وبالتالي تُعد هذه الفترة حساسة للغاية وتتطلب اهتماماً خاصاً بالتغذية.
ملاحظة هامة:
يُنصح بعدم تغيير نوعية أو ماركة العلف خلال دورة التسمين، إذ إن التبديل بين أنواع مختلفة قد يؤثر سلباً على شهية الطيور ومعدلات النمو، كما قد يُسبب اضطرابات هضمية تؤثر على كفاءة التحويل الغذائي. الالتزام بنوع علف موثوق وثابت طوال الدورة يضمن نتائج أفضل واستقرار في الأداء الإنتاجي.
تعرف أيضا علي: –دراسة جدوى مزرعة دواجن 10000 كتكوت
توجيهات إضافية لضمان نجاح دورة التسمين:
الماء: تأكد من توفير ماء نظيف وبارد للطيور بشكل دائم، فالماء عنصر أساسي لا يقل أهمية عن العلف في دعم النمو والصحة.
الظروف البيئية: الحفاظ على بيئة مناسبة يعد عاملاً حاسماً، ويشمل ذلك ضبط درجة الحرارة، وتوفير تهوية جيدة، وتنظيم الإضاءة بما يتوافق مع احتياجات الدواجن.
الرعاية الصحية: راقب الطيور بشكل يومي لرصد أي علامات مرضية مبكرة، والتدخل السريع في حال ظهور أعراض غير طبيعية.
الاستشارة الفنية: للحصول على أفضل النتائج، يُفضل دائماً الرجوع إلى توصيات الشركة المنتجة للعلف أو استشارة طبيب او خبير متخصص في تربية الدواجن، خاصةً أن متطلبات الطيور قد تختلف حسب السلالة وظروف التربية المحلية.
أنواع العلف المستخدمة في تربية الدواجن
تلعب نوعية العلف دوراً جوهرياً في نمو الدواجن وكفاءتها الإنتاجية، ويُقسّم العلف حسب مراحل النمو والغرض الإنتاجي إلى الأنواع التالية:
1. العلف البادئ
الفترة المستخدمة: من اليوم الأول حتى عمر 3 أسابيع تقريباً.
التركيب: يحتوي على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 20% إلى 24%، بالإضافة إلى تركيز جيد من الفيتامينات والمعادن الأساسية.
الهدف: دعم النمو السريع للكتاكيت الصغيرة وتعزيز الجهاز المناعي خلال المرحلة الأولى من الحياة.
2. العلف النامي
الفترة المستخدمة: من عمر 4 أسابيع حتى عمر 8 أسابيع تقريباً.
التركيب: يحتوي على نسبة بروتين أقل من العلف البادئ (حوالي 16% إلى 20%)، إلى جانب مكونات طاقية وفيتامينات بنسب متوازنة.
الهدف: دعم النمو المتواصل وتحسين كفاءة التحويل الغذائي في هذه المرحلة الحساسة.
3. العلف النهائي
الفترة المستخدمة: من عمر 9 أسابيع وحتى التسويق أو الذبح.
التركيب: نسبة بروتين معتدلة (حوالي 15% إلى 18%) مع مستويات عالية من الطاقة.
الهدف: الوصول إلى أقصى وزن تسويقي ممكن وتحسين جودة اللحم.
4. علف دجاج البياض
الفترة المستخدمة: يُعتمد بعد بدء الدجاج بوضع البيض، أي من عمر 18 إلى 20 أسبوعًا.
التركيب: يحتوي على بروتين بنسبة 16% إلى 18%، إضافة إلى نسبة عالية من الكالسيوم (3% إلى 4%) لدعم إنتاج البيض.
الهدف: زيادة إنتاج البيض وضمان صلابة وجودة القشرة.
٥. علف الأمهات
فترة الاستخدام: يُقدم للدجاج البياض المستخدم في إنتاج البيض المخصب.
التركيب: يحتوي على نسبة متوسطة من البروتين (ما بين ١٦٪ إلى ١٨٪)، مع تركيز عالٍ من الفيتامينات والمعادن لضمان صحة جيدة وإنتاج بيض عالي الجودة.
الهدف: دعم صحة الأمهات، وزيادة جودة البيض من حيث القشرة والحجم ومعدل الفقس.
٦. العلف المركز
الاستخدام: يُستخدم كمكوّن أساسي يتم خلطه مع مواد أخرى مثل الذرة أو فول الصويا لتحضير علف متكامل محليًا.
التركيب: يحتوي على تركيز مرتفع من البروتينات والفيتامينات والمعادن، لكنه لا يُستخدم وحده بل ضمن خلطات.
الهدف: تزويد الخلطة المحلية بالعناصر الأساسية اللازمة لنمو وتغذية الدواجن.
٧. العلف المضغوط
الاستخدام: يُقدّم في صورة حبيبات صغيرة مضغوطة لتسهيل تناوله وتقليل الفقد.
التركيب: يمكن أن يكون من أي نوع من الأعلاف السابقة (بادئ، نامي، نهائي…) لكن تتم معالجته ميكانيكيًا ليأخذ شكل الحبيبات.
الهدف: رفع كفاءة التغذية وتحسين استهلاك الطيور للعلف.
٨. العلف المخلوط محليًا
الاستخدام: يُحضّر باستخدام مكونات متوفرة محليًا، ويُعدّ خيارًا اقتصاديًا في المزارع الصغيرة.
التركيب: يتكوّن عادة من الذرة، الحبوب، بقايا المخابز، وفول الصويا، مع إضافة مكملات غذائية لضبط التوازن الغذائي.
الهدف: خفض تكاليف التغذية مع إمكانية التحكم الكامل بمكونات العلف.
٩. العلف العلاجي
الاستخدام: يُستخدم عند الحاجة لعلاج أو وقاية القطيع من أمراض معينة، خاصة في الفترات الحرجة.
التركيب: يحتوي على مواد علاجية مثل المضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات تُضاف بنسبة دقيقة.
الهدف: تحسين صحة الطيور، وتقليل فرص انتشار الأمراض داخل الحظيرة.
ننصحكم أيضا بالاطلاع علي: –دراسة جدوى مشروع دواجن 100 كتكوت
أهمية الاختيار السليم للعلف بالنسبة لمربّي الدواجن
اختيار نوع العلف المناسب ليس مجرد خطوة تغذوية، بل هو عنصر حاسم في نجاح تربية الدواجن ورفع الكفاءة الإنتاجية. فيما يلي أهم الأسباب التي تجعل من اختيار العلف السليم أمرًا بالغ الأهمية:
1. تحقيق النمو الأمثل
القيمة الغذائية المتكاملة: يضمن العلف السليم توفير البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات، الفيتامينات، والمعادن الأساسية التي تحتاجها الطيور لنمو صحي ومتوازن.
تسريع وتيرة النمو: التغذية الجيدة في المراحل الأولى تُسهم في تسريع نمو الكتاكيت، مما يقلل من فترة التربية ويرفع العائد النهائي.
2. تحسين صحة القطيع
دعم الجهاز المناعي: تغذية متوازنة تُعزّز المناعة الطبيعية للطيور، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض.
الوقاية من المضاعفات الغذائية: يقلل العلف المتكامل من ظهور مشكلات مثل نقص الفيتامينات والمعادن التي تؤدي إلى أمراض وضعف في الأداء.
3. زيادة إنتاج البيض
احتياجات البياض: يتطلب الدجاج البياض علفًا غنيًا بالكالسيوم والبروتين لتحفيز إنتاج البيض وتحسين جودة القشرة.
رفع معدل الإنتاج: التغذية المناسبة تزيد من عدد البيض وحجمه، وتؤثر مباشرة على العائد المادي للمربي.
4. تحسين جودة اللحم
الطعم والطراوة: التغذية السليمة تنعكس على جودة اللحم من حيث الطراوة والنكهة والقيمة الغذائية.
نمو العضلات: البروتين المناسب يُساعد على تكوين عضلات صحية ومتوازنة، مما يرفع من وزن الدواجن وقيمتها السوقية.
5. تقليل التكلفة وزيادة الكفاءة
امتصاص أفضل للعناصر الغذائية: العلف عالي الجودة يتم استهلاكه بكفاءة عالية، مما يقلل من الفاقد.
توفير في التكاليف البيطرية: التغذية الجيدة تقلل من الحاجة إلى المكملات والعلاجات، مما يوفر نفقات إضافية على المربي.
6. التحكم في الوزن
إدارة الوزن الصحي: العلف المناسب يُمكّن المربي من الحفاظ على وزن متوازن للدواجن، سواء كانت للتسمين أو لإنتاج البيض.
منع النقص أو الزيادة: التحكم الجيد في الوزن ينعكس على الأداء العام والصحة العامة للطيور.
7. المساهمة في الحفاظ على البيئة
تقليل المخلفات: العلف الذي يُهضم جيدًا يؤدي إلى تقليل كمية المخلفات الناتجة عن الطيور.
إدارة بيئية أفضل: اختيار العلف المناسب يُقلل من الروائح غير المرغوبة ويساعد في ضبط بيئة التربية بشكل صحي وآمن.
كيفية التقليل من استهلاك الدجاج البلدي من العلف
يمكن تقليل استهلاك الدجاج البلدي من العلف من خلال تحسين الكفاءة الغذائية، الإدارة البيئية، والرعاية الصحية. إليك خطوات فعّالة لتحقيق ذلك:
1. تحسين جودة العلف
استخدام علف متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية مثل البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون، الفيتامينات، والمعادن.
إضافة مكملات غذائية مثل الإنزيمات والبروبيوتيك لتحسين الهضم وزيادة استفادة الدجاج من العلف.
طحن العلف ناعماً لتسهيل هضمه وامتصاصه.
2. إدارة التغذية
تقديم العلف في أوقات محددة ومنتظمة لتقليل الهدر.
تقديم كميات مناسبة تلبي احتياجات الدجاج دون إفراط.
استخدام المواد الغذائية المحلية كالحشائش والخضروات لتقليل الاعتماد على العلف التجاري.
3. تحسين الظروف البيئية
توفير تهوية جيدة داخل الحظائر لتقليل الإجهاد الحراري.
الحفاظ على درجة حرارة مناسبة داخل الحظائر.
استخدام نظام إضاءة ملائم يحفز النشاط الغذائي الصحي.
4. تحسين الصحة العامة
الالتزام بالتطعيمات والعلاج الوقائي ضد الأمراض والطفيليات.
متابعة صحة الدجاج بشكل مستمر.
توفير مياه نظيفة ومتجددة لتعزيز الهضم وتقليل استهلاك العلف.
5. التربية المختلطة
السماح بالدجاج بالرعي الحر إذا أمكن، ليجد الحشرات والحشائش مما يقلل من الحاجة للعلف التجاري.
زراعة محاصيل غذائية للدواجن مثل الذرة والشعير واستخدامها في العلف.
6. تحسين الإدارة العامة
تقليل هدر العلف باستخدام مغذيات مصممة لهذا الغرض.
تخزين العلف في أماكن جافة ونظيفة لمنع الفساد.
تنظيف المغذيات بانتظام لمنع تراكم العلف الفاسد.
7. استخدام التكنولوجيا
اعتماد أنظمة مراقبة ذكية لمتابعة استهلاك العلف وأداء الدجاج لاتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.
المحافظة على عدم التدهن
تُعتبر مشكلة تراكم الدهون في الطيور بعد قمة الإنتاج من أبرز التحديات الإدارية التي يواجهها مربو الدواجن. فوجود الدهون الزائدة يعيق عمل الهرمونات الجنسية التي تُعد الأساس في إنتاج البيض، مما يؤدي إلى انخفاض معدل وضع البيض. وينتج هذا التدهن عادةً عن زيادة كمية العلف التي يتناولها الطائر دون حاجة حقيقية لها.
وبالنسبة لموضوع جدول استهلاك العلف للدواجن التسمين وما تم عرضه من معلومات، نأمل أن ينال الموضوع إعجابكم. نتمنى أن تقوموا بمشاركة هذه المقالة على صفحاتكم الشخصية لتعم الفائدة، ونحن في انتظار تعليقاتكم وملاحظاتكم.
مصادر المقالة: الموقع الأول مصادر المقالة: الموقع الثاني مصادر المقالة: الموقع الثالث